التخطي إلى المحتوى الرئيسي

لا تنتظريني .. بقلم الشاعر المبدع فريد الصفدي

لا تَنتَظِريني ...
فَما عادَ لنا بالحظِّ أُحجيَةٍ،
وَما عادتْ شُموعُ الليلِ،
عَلى شُرُفاتِها داري تُسلّيني، 
وَلَكني،
سَأمضي عَكسِ ما جاءَ اتِجاهُ الريحِ،
سَأكتُبُ فيكِ ملحَمَتي،
فأيُّ الشّعرِ أُهديكِ تَضُنيني
أكتُبُ فيكِ عَن ماضي طِفولتِنا،
عَن سَبَبٍ لأجلِهِ كَمْ تُجافيني
أمْ عن ثَورَةِ الشَّكِ الّتي كُنتِ
بلا سَبَبٍ تُقاضيني، 
سَأكتُبُ فيكِ مَلْحَمَتي الَّتي نَزَفت، 
لها عِشقاً شَرايني،
أمْ أكتُبُ لَكِ أسَفاً على أمَلٍ،
قَد عِشناهُ في أصقاعِ غُربَتِنا،
بلا لُقيانا أهواكِ وَتَهويني، 
سَأقطِفُ مِنْ قُطوفِ العُمرِ،
أحلامي الّتي بَهَتتْ مَراياها،
ولا تَزالُ هُنا في صَدري تَعنّيني،
وَضَعتُ كُلَّ أشيائي لَكِ أنتِ،
على أشلاءِ ذاكِراتي،
أقلامي،
دَفاتِري،
أحرُفُ الضادِ،
عَناويني، 
وأفَرَاحي الَّتي وأدت مَعالِمِها
وَحُزنُها لهفَةُ عَيني،
سأنحَتَ منّي كُلَّ الشُوقَ،
وأزسِمُ غُربَتي فيكِ،
فلا عَجَبَ،
إذا ضاقَ مطارُ الحُبِّ مدرَجُهُ، 
بأسرابِ الَّّتي جَيّشتُها شوقاً لتُحيني،
فَليسَ في حُدودِ العشقِ مِنْ لُغَةٍ،
وَلا قاموسَ في اللُغَةِ يُعذّيني،
قَد اكتضَّ هُيامُ الشوقِ،
فاجتاحَ،
لهيبُ الحُبِّ أشرِعَتي، 
ليكويني،
أجلْ،
فاضَتْ بُحورُ الشّعرِ،
مُغدَقَةً تُواسيني،
يَهِدُّ سُكوني مَوجُ البُعدِ يُغرِقُني،
يُعلِنَ قُربَ تأبيني،
وَما شِئتُ بغيرِكِ مؤنِساً روحي،
فَلا قَدَراً لنا قُسِمَ،
ولا حَظًّ لنا ابتَسَمَ،
فَقط إن صِرتُ مِنْ ذكراهِ ماضيكِ، 
أحبيني.
بقلمي- فزيد سلمان الصفدي
الأردُن-الأزرق-٣٠-٩-٢٠٢٠م

تعليقات