رحلةُ اللّاعودة
أعتمَ الليلُ أرجاءَ حجرتي
تباطأتْ أنفاسي بقبضةِ قلبي
كأني يتراءى لي
بيضُ ثيابِ تقادمُ نحوي
تُذيبُ روحي كالصقيع ِ على جمر
أتلفّتُ يمنةَ ويسرة لاأرى
غيرَ سكونٍ يحوِّطني
والتفّتْ الساقُ بالساقِ
كحبالِ المشانقِ لايقطعها دهرُ
أفواجُ تعرجُ بأثيري
على طبقٍ تزيّنَ بحنوط ِ
شاخصٌ بصري حيث لا أدري
أفُجُّ السحابَ كومضةٍ
أراني كعهنٍ بعثرتْه الريح
توارى بين المدافن .
روضُ الطفولةِ يتبسّمُ لي
زهرُ الشبابِ يمضي كالعاديات
عويلٌ وغربةٌ مرّتْ بلا أجداث
كعبةٌ وقِبلةٌ تؤنسُ دربي
سنواتٌ خدّاعاتٌ قصمتْ ظهري
ألهثُ لوِدِّ يحيلُني أميرة
لأكحِّلَ عيني بريقِ انتشاء
وإذ به قيرٌ يلتصقُ بأثوابي
وشوكٌ يزاحمُ خطواتي .
تدفنُ كلُّ أحزاني
يُحمَلُ نعشي على أكُفِّ الريح
بيضُ الحمائمِ تتوسدُ رأسي
صوتٌ يخترقُ مسامعي
أ أنتِ سيدة السرى ؟
أنا اسمُ من آياتِ النور
يكادُ سنا برقهِ يذهبُ بالأبصار .
محمولةُ يُسارعُ بي
كأني أطيرُ بجناحي الرجاء
يصاحبني كتابي يلزمُ عنقي
تَزُفّني صلاةٌ وذكرٌ والناس نيام
وصيامٌ أخُطّه في دفتري
ودعواتٌ أقدِّمُها على نفسي .
كأنّه وميضُ أو كطرفِ عين
تتمدّدُ حكاياتي حيث نهاياتي .
آهِ على جرفٍ أعدمهُ الموجُ
وشواهق أحلام ماأبصرتْ طريقَها
أهلكتْ وعولها وأعلتْ طحولها
حتى استيئسَ الرشدُ من ضعينةِ الركب ِ .
ماغرفتُ إلا فتات الهوى
أتبعَهُ إعصارُ وقيدُ جورٍ بمرفقي
هاقد برأتُ من مواثيق الخداع
ورميتُ بأقلامِ العشقِ
في بركةِ الليلِ البهيم
قبل أن تبدأَ رحلتي
حنثتُ أن لا أبرمَ عهدا لقلبٍ
كفاهُ تَعنّتاً
وأن ألوذَ بمحرابي .
أوقفوني ....أوقفوني
كأنّ المآذنَ تُكبِّرُ لفجرها
أعيدوني حيث حجرتي
لأتوضأ ببقايا زمزم
وأمسحَ عن رأسي غُبرَ فتوني
دعوني أصلي صلاتي الأخيرة
ثم أكملوا رحلتي
لعلّ الرحمنَ يُزيدني
فإني من زادي قد رضيتُ بالقليل .
بقلمي / سناء شمه
العراق...
تعليقات
إرسال تعليق