أي ملاذ يأويني لا الخيل داومت على الركض والصهيل ولا البيداء بللت عقم الأديم... يا وطني كيف أصك عهد الوفاء للحبيب للقمر في منتصف الليل للبدر عندما يجافيني للغروب بين المقل للشمس الاَفلة في وضح النهار للحمام الحاضن بين أوكار الوهم للأجنحة المنكسرة فوق صدر الغيابات ورسائل الغرام الحزينة... ياسيدة المحراب كوني ملاذايأويني عندما تزأر الأسود وتستفيق الخيل عندما يعبق عطر الياسمين ثانية... عندما يرقرق ماء الفرات وتثور القصائد القديمة تكسر أسوار الكعبة وتأسر مجازات اللغو يا وطني كيف أصك عهد الوفاء وأعود إليك كطائر اللقلاق المهاجر بين الفصول.... زاهيا أحمل دفاتري تحت الأجنحة ورسائل الحب الملفوفة بالورد والفل... وخيوط من قصب السكر... فهل أتخلى عن فرسي والخنجر؟ أو عن بندقيتي والكوفية؟ أوعن هذه البيداء والعمامة البيضاء الصامدة على ضفاف الماء؟ أو أتخلى عن هويتي والعشيرة وأتوارى خلف المحيطات كنورس ينتظر صخب الموج كي يلقي نظرة الوداع.... سأنتظر... سيثور العشق بين الملاجئ و المقابر وعلى المرافئ أعاند صدى البحر الثائر وصراخ النوارس. وأمتطي صهوة الجنون...