التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, 2021

أي ملاذ يأويني .. للأديبة المبدعة الأستاذة نعيمة سارة الياقوت ناجي

أي ملاذ يأويني لا الخيل داومت على الركض والصهيل ولا البيداء بللت عقم الأديم...   يا وطني كيف أصك عهد الوفاء للحبيب للقمر في منتصف الليل للبدر عندما يجافيني للغروب بين المقل للشمس الاَفلة في وضح النهار للحمام الحاضن بين أوكار الوهم للأجنحة المنكسرة فوق صدر الغيابات ورسائل الغرام الحزينة... ياسيدة المحراب كوني ملاذايأويني عندما تزأر الأسود وتستفيق الخيل  عندما يعبق عطر الياسمين ثانية... عندما يرقرق ماء الفرات وتثور القصائد القديمة  تكسر أسوار الكعبة وتأسر مجازات  اللغو  يا وطني كيف أصك عهد الوفاء وأعود إليك كطائر اللقلاق المهاجر بين الفصول.... زاهيا أحمل دفاتري تحت الأجنحة  ورسائل الحب الملفوفة بالورد والفل... وخيوط من قصب السكر... فهل أتخلى عن فرسي والخنجر؟ أو عن بندقيتي والكوفية؟ أوعن هذه البيداء والعمامة البيضاء الصامدة على ضفاف الماء؟ أو أتخلى عن هويتي والعشيرة وأتوارى خلف المحيطات كنورس ينتظر صخب الموج كي يلقي نظرة الوداع.... سأنتظر... سيثور العشق  بين الملاجئ و المقابر وعلى المرافئ  أعاند صدى البحر الثائر وصراخ النوارس. وأمتطي صهوة الجنون...

مذابح العودة .. للكاتبة المبدعة رحاب كنعان

....     مذابح العودة   ..... منذ الأزل ولم يزل الحنين مغروسا في الروح يسكن الجسد زمن من الجروح فمنذ اغتراب الجذور ولم تزل مخالب الهجرة ترتدي مواسمنا كنزيف يغمر مآقي النوم يمزق أحلامنا  فيا وطنا .. علمتنا حروفك ميلاد القمر مهما سد الطغاة ومهما أغلق الليل نوافذه  ورغم امتداد المسافات وهدير الدم المباح لم تزل رائحة من سنوات إشراقات الصباح ترفرف بعمر أوراق العتمات والمفتاح تحلق بلغة الزند والحجر لنسيمات البيارات ماخفض الغرام وماشحت الحناجر للروابي وموال الفلاح وعلى مذابح العودة .. غزلنا من دمنا جلد الصبر حفرنا على أيدي الرياح للغزاة كأس الهزيمة ولنا الحرية بطعم الزيتون والسلاح سنبقى على مداد الشوق والانتظار ننسج أوقات الفصول .. نحمل على اكتافنا عشقا يعصر في يديه مرارة الديجور  ليضيء الشموع ويزيح الغيمة .. لتطل قناديل العائدين  ياحلما طال انتظاره .. ها نحن من بين اشتعال الحنين وتوجع جذور المنفيين  كتبنا بالدم قصيدة على جسد الغربة سنغلق دفاتر الترحال سنودع عقارب ساعة المنفى سنعود لخيمة الحقيقة نحمل أحلامنا .. وأحلام الموتى وعند بوابات القلب س...

حفل في السماء .. للأديب المبدع محمد كامل محمد

حفل في السماء تستيقظ اليوم مبكرًا على غير عادتها، يدفعها الحماس ويحتويها النشاط، يختلف اليوم عن غيره، تعد المدرسة اليوم حفلًا موسيقيًا كبيرًا، تمر أيامها فى رتابة، تتوق نفسها لحضور   الحفل، تتحير فى اختيار زى ملائم، يجافي عيونها النوم طوال الليل. تهوى نفسها الموسيقى والغناء، تردد كلمات الأغنية؛ لعرضها  أمام الجميع، لا يفارق عقلها اللحن الموسيقي الساحر، تقف  خلف النافذة تشدو بألحانها، تراقبها الطيور وتتمايل طربًا، تهتز  الأشجار المحيطة، تعم الموسيقى جميع الأرجاء. بسعادة غامرة ترتدى ثوبًا موشى بالزينة اللامعة، تودع  والديها راجية حضورهما، تتلقى منهم الوعود والدعوات،  تنطلق إلى المدرسة، وكأنها تحلق فى السماء، تغمرها البهجة،  تحاوطها الفراشات فى سرور، تغرد لها الطيور من أعشاشها. تقطع الطريق شاردة، تصل إلى شريط السكة الحديد، تمر  عليه غير عابئة بأصوات أجراس التنبيه، ينذر الضوء الأحمر  بخطر الاقتراب، لم تهدِّ سرعتها، تلاحقها الأحلام الوردية،  يصدمها القطار؛ فتحلق روحها فى السماء، تسيل دماؤها  تغطي الأرض، تعانقها الطيور المغردة، تعزف ...